
في سياق الأسواق العقارية، نلاحظ تأثيرًا ملموسًا على قيم الأصول. فالزيادة في معدلات الفائدة العقارية واستمرار ارتفاع أسعار العقارات يجعلان الوضع أكثر تعقيدًا للمشترين والبائعين على حد سواء. شهد معدل الفائدة الثابت للرهن العقاري لمدة 30 عامًا انخفاضًا طفيفًا خلال الأسابيع القليلة الماضية، لكنه ما زال مرتفعًا مقارنة بمستوياته التاريخية.
متى سيتعافى سوق الإسكان؟
محتوى المقالة
في تحليل عميق لسوق الإسكان، يبرز السؤال المحوري: متى سيشهد هذا السوق تعافيًا فعليًا؟ يشير أحد الخبراء العقاريين إلى أن التعافي يتطلب تحقق عدة شروط رئيسية.
أولى هذه الشروط هي زيادة كبيرة في مخزون المنازل المعروضة للبيع. يؤكد الخبير على أن هذا الزيادة في المخزون ستسهم في تخفيف الضغوط على أسعار المساكن، وبالتالي إحداث توازن في السوق قد يؤدي إلى استقرار الأسعار.
ومن العوامل الرئيسية الأخرى التي يجب مراعاتها هي أسعار الفائدة. يحذر الخبير من أن انخفاض أسعار الفائدة بشكل سريع قد يؤدي إلى زيادة في الطلب، والتي بدورها قد تقضي على أي مكاسب محتملة في المخزون، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المساكن مرة أخرى.
كما يؤكد الخبير على أهمية تحقيق تخفيضات في الأسعار بوتيرة مدروسة. هذا التدرج سيمنح الفرصة للمشترين للتكيف مع السوق تدريجيًا، دون إحداث تقلبات مفاجئة قد تضر بالسوق.
يضيف الخبير أن عودة معدلات الرهن العقاري إلى نطاق يتراوح بين 4% و 5% ستساعد على استقرار السوق تدريجيًا، مشيرًا إلى أن العودة إلى معدلات الفترة بين 2014 و2019 قد تستغرق وقتًا.
تأثير حركة الأسواق العقارية على قيمة الأصول، هل ستظل الفائدة العقارية منخفضة؟
يشهد سوق الرهن العقاري تحولات ملحوظة مع اقتراب متوسط سعر الرهن الثابت لمدة 30 عامًا من 8٪، حيث يبدو معدل الرهن بنسبة 5٪ كهدف بعيد المنال في الظروف الحالية.
وتشهد أسعار الفائدة ارتفاعًا مستمرًا، وهو ما يعكسه النمو في أصول الرهن العقاري التي بلغت 463 مليار دولار، مقارنة بـ333 مليار دولار في الربع الأول، وفقًا لبيانات جمعية المصرفيين للرهن العقاري (MBA).
حتى نهاية يونيو الماضي، انخفض سعر الفائدة الثابت لآجل 30 عامًا إلى 6.71٪، وهو معدل يُعتبر مناسبًا مقارنةً بالنطاق الحالي. تتوقع جمعية المصرفيين للرهن العقاري أن تظل عمليات الابتكار والتمويل محدودة خلال بقية عام 2023.
كما يُلاحظ اليوم أن الفجوة بين عائد سندات الخزانة لمدة 10 سنوات والرهن العقاري بسعر فائدة ثابت لمدة 30 عامًا تقترب من 300 نقطة أساس، مقارنةً بالفارق التاريخي المتوقع الذي يتراوح بين 150 و200 نقطة أساس.
مع تطبيع هذا الفارق، من المتوقع أن يزداد عدد المشترين المحتملين في السوق. وفقًا لأوديتا كوشي، نائب كبير الاقتصاديين في شركة فيرست أمريكان، قد يحدث انخفاض في الفارق عندما ينهي بنك الاحتياطي الفيدرالي تشديد السياسة النقدية، مما قد يؤدي إلى انخفاض في أسعار الفائدة على الرهن العقاري حتى إذا بقيت سندات الخزانة القياسية لمدة عشر سنوات ثابتة.
توقعات سوق العقارات نظرة على العرض والطلب في نهاية العام الحالي
تتجه الأنظار نحو مستقبل سوق العقارات، حيث يبقى السؤال: ما هي توقعات العرض والطلب من المساكن لشهر ديسمبر 2023؟ يلاحظ الخبراء تمسك العديد من أصحاب المنازل بأسعار فائدة منخفضة، مما يؤدي إلى عزوفهم عن البيع رغم ارتفاع أسعار المنازل.
كما يستمر الطلب في تجاوز المعروض من المساكن، مما ينبئ بأن هذا الاتجاه قد يستمر لفترة. على الرغم من الزيادة الطفيفة في عدد المساكن المعاد بيعها، يظل مخزون المساكن عند أدنى مستوياته التاريخية، وهو ما يساهم في استمرار ارتفاع أسعار المساكن.
ويشير الخبراء إلى أن المعروض الشهري من المنازل الجديدة، الذي كان يساعد في تعويض الركود في السوق، يواصل انخفاضه بوتيرة بطيئة وثابتة. يعلق جاك ماكدويل، كبير مسؤولي الاستثمار في Palisades Group، بأن المخزون الحالي يقل بنسبة 46% تقريبًا عن المتوسط التاريخي منذ عام 1999، مما يشير إلى أن الوضع قد لا يتحسن في عام 2024.
في ختام المقال، نأمل أن تكون هذه النظرة التحليلية قد ألقت الضوء على كيفية تأثير حركة سوق العقارات على قيمة الأصول، مما يعزز فهم القراء لديناميكيات هذا السوق الحيوي.